top of page

على حافة النار


منذ أكثر من ربع قرن، شكّل “التهديد النووي الإيراني” حجر الزاوية في خطاب بنيامين نتنياهو السياسي، حيث اعتاد التحذير من أن إيران على بعد “أشهر قليلة” من امتلاك قنبلة نووية.

• 1996 – أمام الكونغرس الأميركي: قال إن إيران قد تمتلك القنبلة بحلول 2000–2001.

• 2002 – أعاد التحذير خلال غزو العراق.

• 2009 – كرر أن إيران على بعد أشهر من القنبلة.

• 2012 – خطاب الأمم المتحدة: رسم “خطًا أحمر”.

• 2015 – قال إن الاتفاق النووي يؤخر القنبلة لعام فقط.

• 2018 – عرض ملفات حول مشروع إيراني سري.

• 2023 – حذر من تخصيب بنسبة 84%.

• 2024–2025 – زعم أن إيران على بعد أسابيع من القنبلة.


ورغم تكرار هذه التحذيرات، لم تؤكد أي وكالة استخبارات غربية اتخاذ إيران قرارًا بإنتاج قنبلة، ما يثير تساؤلات حول توظيف هذا الخطاب سياسيا و بينما تتصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل حاليا ، تُعاد مساءلة الأسس الاستراتيجية والأخلاقية للسياسة الخارجية الأمريكية. فقد تكبّدت كل من طهران وتل أبيب أضرارًا جسيمة لكنها قابلة للإصلاح، لكن العواقب المحتملة لتصعيد إضافي تهدد اليوم بابتلاع المنطقة بأسرها، وربما جَرّ قوى عالمية إلى أتونها.

الان و تحت تأثير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تجاهل الرئيس ترامب تقارير أجهزته الاستخباراتية، إلى جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدتا بعدم قيام ايران ببناء القنبلة النووية.

هذا النمط يكرر نماذج تاريخية سابقة ، مثل قرار الرئيس روزفلت عام 1941 بالإبقاء على الأسطول الأميركي في بيرل هاربر رغم التحذيرات، وهو القرار الذي أدى إلى واحدة من أكثر الهجمات تدميرًا في تاريخ الولايات المتحدة.

وينبه منتقدو السياسة الخارجية الأمريكية إلى أن البلاد على وشك تكرار أخطائها السابقة، كما حدث في العراق وافغانستان وفي ظل وجود ألاف الجنود الأمريكان في الشرق الأوسط، فإنهم جميعًا عرضة لهجمات الصواريخ الإيرانية أو الجماعات الموالية لإيران.

كذلك تراقب كل من روسيا والصين وباكستان هذه المواجهة عن كثب. وعلى الرغم من أن تدخلهم المباشر يبدو مستبعدًا إلا إذا تم استفزازهم، فقد أشارت باكستان إلى إمكانية تزويد إيران برؤوس نووية إذا واجهت هذه الدولة تهديدًا وجوديًا.

المنطقة تنتظر قرار ترامب لاتخاذ قرار الانخراط في حرب استباقية مع إيران خلال أسبوعين مما يدخل المنطقة بجحيم جديد ليس فقط لقدرات طهران، بل لتعقيدات المنطقة وحدود القوة الأميركية ذاتها. فهذه الحرب، إن تصاعدت، لن تشبه تدخلات الماضي المحدودة، بل قد تزعزع استقرار أسواق النفط، وتؤجج نيرانًا إقليمية، وتستدرج قوى كبرى إلى ساحة المواجهة.


وبدلاً من التعلم من دروس الماضي، يبدو أن واشنطن تسير تحت راية سردية تُصاغ في تل أبيب وتُغذى بأوهام السيطرة. وفي لحظة نحن أحوج ما نكون فيها إلى الحكمة، تتحرك آلة الحرب بلا رادع.


إنها ليست مجرد مواجهة بين دولتين. بل لحظة مفصلية في مستقبل العالم والمنطقة المهددة بالانفجار.


وفي المقابل، فإن على إيران أيضًا أن تتحمل مسؤوليتها كدولة إقليمية كبرى، من خلال طمأنة العالم وجيرانها بشأن برنامجها النووي، والتعهد العلني بعدم السعي نحو امتلاك سلاح نووي. كما أن تقليص تدخلاتها في الشؤون الداخلية لدول الجوار، واعتماد مبدأ الاحترام المتبادل، هو السبيل الأجدى لضمان الأمن الإقليمي وبناء الثقة المتبادلة بعيدًا عن لغة الحرب والاستقطاب.

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
سلام النفس في حاضرها

🌿 خاطرة الجمعة لا تحملوا الماضي فوق أكتافكم، ولا تسبقوا بأفكاركم ما لم يأتِ بعد. الماضي—بأخطائه وندمه—لا يعود، فلا تجعلوه قيدًا يثقل...

 
 
 

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page