top of page

مدن لا تنس وأصحاب لا يُعوّضون

تاريخ التحديث: 27 يوليو

السفر ليس مجرد انتقال من مكان إلى آخر، بل هو عبور داخلي، تصالح مع الذاكرة، وتجديد للنفس برفقة من نحب. في هذا الصيف، شاركت في رحلة ممتدة عبر القارات والمدن، محاطًا بأصدقاء أعزاء، كان لكل منهم في الرحلة بصمته ورفقته التي لا تُقدَّر بثمن.

بدأنا الطريق من جورجيا، حيث رافقني الصديقان شاكر الذي قدم معي من كندا وفريد صديق العمر الذي قدم من بغداد.

انطلقنا معًا إلى تبليسي العاصمة النابضة بالتاريخ، ثم إلى باتومي المطلة على البحر الأسود، حيث تمازجت الحداثة مع سحر الطبيعة.

ومن هناك عبرنا إلى تركيا، إلى مدينة طرا بزون الخضراء الهادئة، وهناك كان اللقاء المنتظر مع الأخ والصديق العزيز الدكتور ناصر المنصوري، الذي قدِم من دولة الإمارات، فغمرنا بكرمه وطيب صحبته. أربع أيام لا تنس، بين ضيافته الأنيقة، وتفاصيل الأحاديث والزيارات والمشاهد الطبيعية التي ازدانت بوجوده معنا.

غادرنا فريد عائدًا للعراق ثم واصلنا الرحلة نحو قلب البلقان، مع الصديقين شاكر وإحسان الذي قدم من كندا، حيث كانت البداية في سراييفو، عاصمة البوسنة والهرسك، مدينة الجراح والتسامح، حيث للذاكرة طيف لا يغيب. ومنها إلى بودفا في الجبل الأسود، المدينة التي جمعت بين عراقة التاريخ وهمس البحر.

توالت بعدها المحطات:

  • تيرانا، عاصمة ألبانيا، مدينة التجديد والمصالحة مع الذاكرة.

  • سكوبيا، عاصمة مقدونيا الشِّمالية، حيث يتعانق التعدد الثقافي مع الجمال الحضاري.

  • بريشتينا، عاصمة كوسوفو، التي تنبض بالحياة بالرغْم جراح الماضي.

  • وختام الرحلة في صربيا، التي شاهدنا فيها أطياف التاريخ وصدى التغيير.

كانت الرحلة فسحة للروح، وخريطة أخرى داخلنا، مدنها مشاعر، وحدودها الذكريات، وطرقها الصحبة الطيبة. في كل مدينة تركنا أثرًا، وحملنا منها دروسًا وتأملات.

في مثل هذه الرِّحْلات، ندرك أن المدن كالبشر، تحتاج إلى أن نحبها لنفهمها، وأن نُصغي لنبضها بدلًا من أن نُطلق الأحكام.وأن الرفقة الطيبة هي كنز السفر، تضيء الطريق وتمنح المعنى.

أيام مباركة لكل من يحب السفر، ولكل من يجد في الصداقة جسرًا بين الأمكنة والقلوب.ولا يزال في العمر متسع… لمدنٍ قادمة، وذكرياتٍ جديدة.


المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
سلام النفس في حاضرها

🌿 خاطرة الجمعة لا تحملوا الماضي فوق أكتافكم، ولا تسبقوا بأفكاركم ما لم يأتِ بعد. الماضي—بأخطائه وندمه—لا يعود، فلا تجعلوه قيدًا يثقل...

 
 
 

تعليقات

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
bottom of page