top of page

هيروشيما ظل لن يمحوه الزمن


ree

في السادس من آب/أغسطس عام 1945، وعند تمام الساعة الثامنة والربع صباحا ، أسقطت طائرة أمريكية في سماء هيروشيما قنبلة نووية، سُمّيت "الولد الصغير"، لتسطر فصلًا مأساويًا في تاريخ البشرية. لم تمضِ سوى ثلاثة أيام حتى تكرر المشهد المروّع في مدينة ناكازاكي، حيث ألقت قنبلة ثانية، عرفت بـ "الرجل البدين"، في تمام الساعة الحادية عشرة واثنين من الدقائق صباحًا، لتُشعل الموت من جديد.


أرقامٌ تقف شاهدةً على فصول الفجيعة، تتحول إلى دموعٍ تسيل من عيون التاريخ


- في هيروشيما، سقط 140 ألف إنسان، بين موتٍ سريع وآخر بطيء، تسببت به إشعاعات القنبلة.

- وفي ناكازاكي، أزهق 74 ألف روحٍ بنفس الطريقة البشعة، لتبقى أرواحهم تتجول بلا مأوى.

- ومئات الآلاف من الناجين، الذين أصبحوا أحياءً أمواتًا، يعانون من حروقٍ مشوّهة، وأمراضٍ سرطانية نالت من أجسادهم، ليُولد أطفالٌ يحملون آثار تلك الفاجعة، مشوّهين لأجيالٍ قادمة.


اليوم، حين تتعالى أجراس الذكرى، لا تكتفي بالبكاء على ماضٍ مؤلم، بل تُنذر كل من يمتلك زرًّا نوويًا في هذا العالم:

*"احذروا... فالشمسَ قد تُسرَقُ من السماء مرةً أخرى، وهذه المرة... قد لا يبقى أحدٌ ليقوم بدفن الأموات."*


إنّ العالم اليوم، وفي خضم النزاعات والحروب المتزايدة، يشهد تصاعدًا مقلقًا في التوترات الجيوسياسية، وتزداد حدة التهديدات. في مناطق الصراع في الشرق الأوسط واوكرانيا ، يُظهر التاريخ أن الأسلحة النووية ليست مجرد أدوات تدمير، بل سلاحٌ ذو حدين يهدد البشرية جمعاء.


ما نشهده اليوم من تصعيدٍ في النزاعات المسلحة، يثير القلق من إمكانية وقوع حروبٍ نووية، تضاف إلى قائمة الكوارث الإنسانية التي لا تُحصى. إن استحضار ذكرى هيروشيما وناكازاكي يجب أن يكون دافعًا للمجتمع الدولي، للتحرك بشكل عاجل نحو نزع السلاح النووي، وتعزيز السلام والتفاهم بين الأمم.


إن النزاعات الحالية ، قد تؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية، لأسباب قد تكون غير محسوبة، مما ينذر بعواقب وخيمة. علينا أن نتذكر أن التقدم العلمي والتكنولوجي لا يجب أن يكون ذريعة للحصول على أسلحة دمار شامل، بل يجب أن يُستخدم في خدمة الإنسانية وتحسين حياة الأفراد.


البشرية تستحق عالمًا أكثر أمانًا، خاليًا من المخاطر النووية. لذا، يجب أن يكون صوتنا عالياً في المطالبة بالسلام، ورفض أي شكل من أشكال العنف، حتى لا نعيد كتابة فصول التاريخ المأساوية. لننطلق جميعًا نحو عالمٍ يسوده الأمل والتفاهم، حيث تكون الذكرى درسًا يُعلمنا كيف نحمي مستقبلنا، ونعمل معًا على بناء غدٍ أفضل.

المنشورات الأخيرة

إظهار الكل
جدارية الحرية :الضوء المنسي في ساحة الطيران

حين أنجز الفنان فائق حسن جدارية الحرية عام 1958 في ساحة الطيران، كان العراق يعيش واحدة من أكثر لحظاته السياسية توتراً وازدحاماً بالأسئلة. كانت البلاد قد خرجت لتوّها من قيدٍ طويل، وبدأت تبحث لنفسها عن

 
 
 
كيف غيرت التكنولوجيا الحديثة شكل المدينة

كيف غيّرت التكنولوجيا الحديثة شكل المدينة ؟ د.علاء التميمي تشرين الاول ٢٠٢٥ خلال السنوات الأخيرة تغيّر شكل المدن من حولنا بسرعة لافتة، وكأنها تعيش طفرة جديدة. لم يعد الأمر مجرد بنايات أعلى وطرق أوسع،

 
 
 
كيف خسرت المدينة صراعها مع الحداثة

د. علاء التميمي* *تشرين الأول ٢٠٢٥* *www.altamimialaablog.com* يتردد في تاريخ العراق سؤالٌ جوهري: كيف يمكن لمدينةٍ عريقة مثل بغداد أن تتحول من فضاءٍ للفكرة والعقل والنقاش إلى فضاء تحكمه القوة والغلب

 
 
 

1 تعليق واحد

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
الضيف
06 أغسطس
تم التقييم بـ 5 من أصل 5 نجوم.

جبن القادة السياسيين عندما لا تتمكن جيوشهم من كسب وحسم المعارك يلجؤون إلى قتل والتنكيل بالمدنيين العزل لكسر معنويات اعداءهم وهذا ما يحصل الان في غزة

إعجاب
bottom of page