top of page

خيارات ترامب في المواجهة مع ايران

في خضم التصعيد المتواصل بين إسرائيل وإيران، تبقى الولايات المتحدة، تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب، اللاعب الأقوى والأكثر تأثيرًا. لكن انحياز واشنطن الواضح لتل أبيب لا يعني بالضرورة اندفاعها نحو حرب شاملة. فما هي الخيارات الحقيقية المتاحة أمام إدارة ترامب في هذه الأزمة؟ هذا التحليل يستعرض بقناعاتي السيناريوهات المطروحة على طاولة البيت الأبيض، بعيدًا عن الشعارات السياسية.


1. الدعم العسكري "الذكي" لإسرائيل (الخيار الأكثر ترجيحًا):

تفضل واشنطن أن تقاتل إسرائيل نيابة عنها. لذا، تركز على:

الدعم الاستخباراتي والتقني الفائق

تزويد إسرائيل ببيانات الأقمار الصناعية الدقيقة، وتحذيرات مبكرة عن أي هجمات إيرانية، ومشاركة المعلومات اللحظية. (مثلما حدث قبل الهجمات الأخيرة بأسابيع).

تعزيز الدفاعات كنشر أنظمة دفاع صاروخي متطورة توضع في الخدمة لاول مرة تتجاوز قدرة المنظومات الحالية (مثل باتريوت وثاد) لحماية القواعد الأمريكية *و* إسرائيل من ردود إيران.

الرد المباشر المشروط

التدخل العسكري الأمريكي سيكون حكرًا فقط على حالات استهداف المصالح الأمريكية بشكل مباشر أو في سيناريو التصعيد الكارثي. وزير الدفاع الأمريكي صرح بوضوح: قواتنا في "وضعية دفاعية".


2. الضغط والمفاوضات

سلاح ترامب المفضل (لكن بشروط)


رهان على "صفقة جديدة" رغم القصف والتهديدات، لم يتخل ترامب عن هدفه الأساسي: إجبار إيران على اتفاق نووي جديد "أفضل" على طريقته. تصريحاته المتكررة بأن "إيران تريد التفاوض" وضرورة الإسراع قبل "فوات الأوان" تؤكد هذا المسار.

وساطات.. لكن على مقاس واشنطن

إشارة ترامب لاستعداده لقبول الوساطة الروسية (بوتين) تعكس مرونة تكتيكية، لكنها تبقى وساطة تحت السيطرة الأمريكية وليس حلًا مستقلاً.

وقف إطلاق نار.. أم نهاية الصراع؟

رفض ترامب التوقيع على بيان "مجموعة السبع" الداعي للتهدئة، مفضلاً البحث عن "نهاية فعلية" - وهي صيغة غامضة تخدم بالأساس الرؤية الإسرائيلية والأمريكية للقضاء على "التهديد الإيراني".


3. الردع والتهديد: إبقاء إيران تحت التخويف:

حماية الحلفاء (المختارين) و تعزيز الوجود الدفاعي الأمريكي في الخليج لحماية حلفاء واشنطن الأساسيين هناك.

الحرب النفسية

التصريحات الصادمة، مثل دعوة سكان طهران "لإخلاء المدينة" (حتى لو كانت رمزية)، تهدف إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني وإشاعة الخوف.


4. القيود الداخلية

شبح الانتخابات وكابوس التضخم

انقسام في المعسكر الجمهوري

شعار "أمريكا أولاً" يتعارض مع الدعم اللامحدود لإسرائيل. شخصيات يمينية مؤثرة تهاجم ترامب وتحذره من جر البلاد لحرب جديدة تخدم المصالح الإسرائيلية على حساب الدم والاقتصاد الأمريكي.

سيف التضخم المسلط

أي إجراء يؤدي لتعطيل إمدادات النفط أو ارتفاع أسعاره هو كابوس للإدارة الأمريكية في سنة انتخابية. الاقتصاد الأمريكي المتعثر يحجم خيارات التصعيد العسكري الواسع.


5. العزلة الدولية

رفض التنسيق مع الحلفاء و مغادرة ترامب لقمة السبع مبكرًا ورفضه التوقيع على بيان التهدئة يعكس نهجه الفردي. حتى حلفاء أمريكا التقليديون في أوروبا يشعرون بالإحباط.

انتقادات دولية

اتهمت الصين ترامب صراحة بـ"صب الزيت على النار"، مما يعكس توتر العلاقات وعدم وجود غطاء دولي لأي تصعيد أمريكي.


6. سيناريوهات الطوارئ: متى تطلق واشنطن يدها؟

الخط الأحمر الأمريكي

أي هجوم إيراني مباشر على القوات أو المصالح الأمريكية في المنطقة سيفتح الباب على مصراعيه لرد عسكري أمريكي مباشر وقوي.


الخيار النووي إذا اعتقدت واشنطن أن إيران على وشك امتلاك سلاح نووي، قد تضرب بشكل استباقي. تصريح ترامب بأن إيران "لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا أبدًا" هو تحذير واضح. **وهنا تكمن المفارقة: فمحاولة إيران "إنقاذ" نفسها عبر إعلان امتلاك القنبلة الذرية – و إجراء تفجير نووي تجريبي لإثبات جاهزيتها – سيكون مغامرة استراتيجية ربما تحجم ترامب من الهجوم . فمجرد إجراء التجربة سيُمكّن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تحليل ذبذبات الانفجار وتأكيد طبيعته البشرية بشكل قاطع، مما يمنح واشنطن الذريعة المثالية لتنفيذ تهديداتها الوقائية تحت سقف "الخط الأحمر" الذي رسمه ترامب نفسه او التفاوض مع ايران التي ستدخلها ايران من موقع قوة


الخلاصة: المعادلة الصعبة لإدارة ترامب*

تسير استراتيجية ترامب على حبل مشدود

1. الانحياز المطلق و تفوق إسرائيل العسكري والأمني بكل الوسائل غير المباشرة (استخبارات، دفاع، دعم سياسي).

2. احتواء النيران منع التصعيد من الانفجار إلى حرب إقليمية شاملة تلتهم المصالح الأمريكية وتغرق ترامب في مستنقع انتخابي.

3. استغلال الأزمة تحويل التهديد الإيراني إلى ورقة ضغط لإجبار طهران على طاولة مفاوضات نووية جديدة بشروط أمريكية-إسرائيلية.


التحدي الأكبر

إدارة التناقض بين شعارات "أمريكا أولاً" وواقع الانغماس في صراعات الشرق الأوسط دفاعًا عن إسرائيل. القرار النهائي قد يُفرض على ترامب إذا تجاوزت إيران الخطوط الحمراء الأمريكية، أو إذا قرر هو أن "الصفقة الكبرى" تحتاج إلى ضربة عسكرية محدودة لكنها مؤلمة لإيران.


في الأمد القريب، تبقى **المفاوضات (المشروطة) والدعم العسكري غير المباشر لإسرائيل** هما الخياران الأكثر واقعية. لكن شرارة واحدة - مثل هجوم ناجح لإيران على مصالح أمريكية حيوية - قد تُشعل المنطقة بأسرها.


المنشورات الأخيرة

إظهار الكل

1 تعليق واحد

تم التقييم بـ 0 من أصل 5 نجوم.
لا توجد تقييمات حتى الآن

إضافة تقييم
alomarbasim
17 يونيو
تم التقييم بـ 5 من أصل 5 نجوم.

د. علاء تمكنت وباسهاب من ادراج كافة الاحتمالات ومعظمها ومع الأسف لا تبشر بالخير على المنطقة الله يستر من شرور الأعداء

إعجاب
bottom of page