العرب امام أبواب الهيمنة الجديدة
- Alaa Tamimi
- 18 يونيو
- 2 دقيقة قراءة
مع اشتداد وتيرة الصراع بين إسرائيل وإيران، يجد المواطن العربي نفسه مجددًا في مفترق طرق حاد بين الانحياز، والصمت، او الحياد . وفي وقت تضج به الاصطفافات الطائفية و تُختلط فيه المواقف بالمصالح، وتضيع فيه المبادئ بين الضجيج والدم،
لا شك أن الدعوة إلى التهدئة، وتغليب المساعي الدبلوماسية، والتحذير من توسّع رقعة الحرب، هي مواقف متزنة، لا تورّط صاحبها في الدم، ولا تفرّط في السيادة. لكن في منطقة تموج بالمفاجآت، ليست تداعيات الحرب أقل خطورة من نارها.
فإذا ما انتهت المواجهة بانتصار واضح لاسرائيل، فستُعاد كتابة خرائط النفوذ، وتُفرض توازنات جديدة قد لا يكون للعرب فيها دور يُذكر سوى التكيّف أو التبعية.
الشارع العربي، ومعه النخبة السياسية والإعلامية، لم يتعامل مع الحرب الجارية بمنظور موحّد، بل عبّر عن انقسام عميق يمكن تلخيصه في أربعة اتجاهات
1. المؤيد لإيران
يعتبر أن إيران، رغم تحفظات كثيرة، تواجه عدوانًا من قوة احتلال توسعية، وأن دعمها واجب استراتيجي وديني، خاصة في ظل عجز العالم عن كبح السياسات الإسرائيلية.
2. المنحاز ضد إيران
يرى أن إيران مسؤولة عن التدخل في عواصم عربية كثيرة، وتغذية النزاعات الطائفية، وبالتالي لا يجب أن يُبذل جهدٌ لحمايتها أو منع استهدافها، حتى وإن تم ذلك على يد خصم أكبر خطرًا.
3. الحياد “الفرِح”
تيار يُراقب الحرب من بعيد، ويتمنى أن يتكفّل الطرفان بإضعاف بعضهما البعض، دون أن ينخرط العالم العربي، بل يربط مصلحته بضعف القوى الإقليمية الكبرى جميعها.
4. الحياد الإيجابي القلق
خيار لا يؤيد الحرب، وضرورة منع الانزلاق إلى فوضى إقليمية شاملة. وهو حياد لا يكتفي بالمراقبة، بل يدعو إلى موقف جاد يمنع تصعيدًا أكبر قد يطال الأمن العربي والاقتصاد الإقليمي.
ما الذي قد يعنيه انتصار إسرائيل الواضح؟
بغض النظر عن الموقف الأخلاقي أو السياسي من الحرب، فإن نتائجها المحتملة يجب أن تكون محل حساب دقيق، أبرزها:
1. هيمنة إسرائيلية سياسية وعسكرية
إذا خرجت إسرائيل منتصرة بوضوح، فقد تفرض أجندتها الأمنية في المنطقة، وتستثمر قوتها في إعادة تشكيل التوازنات الإقليمية.
2. إحياء مشاريع الهيمنة الرمزية
فكرة “من النيل إلى الفرات”، حتى إن لم تُترجم جغرافيًا، قد تعود في شكل تدخلات استخباراتية، أمنية، واقتصادية توسعية على حساب السيادة العربية.
3. تصفية القضية الفلسطينية عبر فرض القوة
مع اختلال ميزان الردع، قد تُفرض تسويات مجحفة بحق الفلسطينيين، ويُختصر السلام في مفاهيم أمنية تلغي الحقّ والتاريخ.
4. توسيع التطبيع تحت منطق القوة لا الشراكة
قد يُستخدم هذا الانتصار لفرض مزيد من التطبيع العربي، لا كشراكة متكافئة، بل كإملاء من مركز قوّة على محيط خائف ومجزّأ.
هل يكفي الحياد؟
الحياد، في ذاته، ليس عيبًا ولا خيانة. لكنه إن لم يُبْنَ على وعي استراتيجي، ورؤية متكاملة، فقد يتحول إلى غفلة سياسية.
في الختام
بين نيران الحرب وسُمّ التبعية، يقف العرب اليوم أمام اختبار صعب.
قد لا يكون الانحياز لأي طرف خيارًا حكيمًا، لكن اللاقرار أيضًا يحمل كلفة عالية.
في هذا المشهد الملتبس، يبقى الحياد الواعي، الإيجابي، المتحفّز، خيارًا قد يوازن بين الضرورة والمبدأ، وبين الواقع والحلم.
لكن السؤال الذي يبقى مفتوحًا:
هل يملك العرب اليوم الإرادة الجماعية لبناء هذا الخيار… قبل أن يُفرَض عليهم واقع لا يملكون فيه حتى حقّ الحياد.
ايران دولة شعبها ذو عمق حضاري ومشهورة بالصبر الاستراتيجي وقناعتي ان ردهم سيكون مدروسا بدقة
مودتي
نتائج ما بعد الحرب على المنطقة سوف تعتمد على مدى الضرر الذي سيلحق بالدولتين وكم من الوقت ستحتاج كلا منهما لاعادة تقييم مركزهما في المنطقة وما هي كلفة العودة إلى التأثير في المنطقة كالسابق، اي إلى قبل الحرب. طبعا هذا يعنينا كدول عربية وذلك يعتمد على امكانيتنا في الاستفادة من هذه الهدنة، اي انشغال الطرفين بلملمة الجروح، وهل سنبقى خنوعين وتابعين
كان خيار الدول العربية ف ١٩٨٢ الخيار الصحيح ولم تاخذ ايران به بل عملت ضده ، وان عادت لخيار العمل مع العرب لربما تقلل الخسائر