
وداعًا لقداسة البابا فرنسيس الأول… بابا الفقراء وصوت الحوار
- Alaa Tamimi
- 21 أبريل
- 2 دقيقة قراءة
د. علاء محمود التميمي – 21 نيسان 2025
بمشاعر الحزن ، فجع العالم هذا الصباح نبأ رحيل بابا الفقراء، قداسة البابا فرنسيس الأول، ذاك الرجل الذي لم يكن مجرد رمز ديني، بل كان ضميرًا حيًا في عالمٍ أنهكته الحروب، وغطّى فيه الصمت صوت المعاناة.
أنا، كمسلمٍ عربي، أنتمي إلى تراثٍ يدعو إلى التعارف لا التنافر، إلى الحوار لا القطيعة، وجدتُ الحبر الأعظم رجلًا يستحق الاحترام والتقدير. لقد كسر الحواجز، ومدّ الجسور بين الأديان، لا بالشعارات، بل بالخطوات الشجاعة والمواقف الإنسانية.
البابا فرنسيس الأول تحاور مع قادة الدين الإسلامي المؤثرين حيث تبقى محفورة في الذاكرة زيارته التاريخية إلى الأزهر الشريف في القاهرة عام 2017، حين وقف إلى جانب شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب في مؤتمر السلام العالمي، متحدّثًا بكلماتٍ تفيض حكمة: “الديانات مدعوة لأن تبني السلام، لا أن تبرّر العنف”. لقد حمل معه حينها، كما في كل مناسبة، نور الحوار وروح المصالحة
لا أنسى زيارته التاريخية إلى العراق عام 2021، حين جاء إلى أور، مهد إبراهيم، ليرفع رسالة التوحيد المشتركة من أرضٍ كانت أول من بشّر بها. ولا أنسى لقاءه مع السيد علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى في النجف الأشرف تلك الصورة التي حفرت في وجداننا معنى التواضع، والبحث عن المشترك الإنساني قبل كل شيء.
حتى في أيامه الأخيرة، لم ينقطع عن رسالته. كانت كلمته أمس، في عيد الفصح، صرخة من قلب رجل عجوز لكنه ما زال يحمل همّ العالم: “أوقفوا إطلاق النار في غزة”. لم تكن مجاملة دبلوماسية، بل كانت نداءً صادقًا من رجلٍ عرف أن الدم البريء لا دين له، وأن الأطفال لا يفهمون لماذا تسقط القنابل.
وداعًا، أيها البابا الإنسان. ستبقى حيًا في قلوب الفقراء الذين أحببتهم، وفي ذاكرة كل من آمن أن الحوار ممكن، وأن اللقاء بين الأديان ليس خيالًا، بل خيارًا إنسانيًا نبيلًا.
رحمك الله بما قدّمت… وسلام على روحك.
Commentaires